الملخص:
لقد كان التطور الهائل للعلوم والتكنولوجيا في العالم المعاصر يلح على العقل الإنساني مناقشة ما لم يسبق أن تمت مناقشته في العلوم الإنسانية والطبيعية، وهو مستقبل الكائنات البشرية وإنسانية هذه الكائنات. وذلك أن هذا المستقبل ينطوي على تهديدات كبرى، كان أهمها مواجهة الخوف من انهيار البيئة وعالقتها بالتصنيع والتدمير، والخوف من انهيار الحضارة الإنسانية وزوالها من خلال كارثة نووية. وانضاف إلى اللائحة إنتاج الخوف بروز جائحة كورونا التي خيمت على العالم كله، ولم تميز بين جنس وجنس، ولون ولون، وثقافة وثقافة، ودين ودين، وغني وفقير، فجسدت بحق اشتراك البشرية في الشعور بالخوف، واستكشاف أخطاره الممكنة بتخيلها قصد تجنب الوقوع فيها. وقد ارتبط هذا الاستكشاف للخوف بسؤال القيم وأهميته في فهم الواجب الوجودي الذي يستشعر قيمة كينونة الإنسان وفاعليته وضرورة التعارف مع الآخر الاعتراف به. وفتحت جائحة كوفيد 19 رؤية جديدة للعالم محورها التفكير القيمي باعتباره سؤال فلسفيا عميقا في بناء مستقبل عالمي روحه -في المقام الألول- التأمل الأخلاقي ومقاصده في الخروج من الأنا إلى الغير عبر التواصل والتضامن.
التعليقات