ملخّص
يتلخص الهدف الرئيس لهذا المقال في إبراز الأهمية القصوى التي يكتسيها الوعي المنهجي في الممارسة البحثية في حقل علمي مثل التاريخ، خاصة عندما يتعلق الأمر بمجال لم يكن يحظ دائما بالأولوية في تقاليد الكتابة التاريخية، أو أنه كان يمارس، في أغلب الأحوال، وفق منهج لم يعد يحظ بالقبول العام في الوقت الحاضر، وأقصد بذلك ما يسمى بالتاريخ الجهوي. لهذا، أرى أنه، نظرا للاهتمام الخاص الذي أضحى يحظى به اليوم هذا الحقل من الكتابة التاريخية من قبل جمهور ليس بالقليل من الباحثين والفاعلين الاجتماعيين، ونظرا كذلك للصعوبة التي قد تعترض بعض الباحثين الشباب في استيعاب حجم التحول المنهجي الذي شهده البحث والكتابة في هذا المجال، ارتأيت أن أخصص هذه الورقة للحديث على ما يمكن تسميته بـ” الخصائص المنهجية للبحث في التاريخ الجهوي“، أو ما حاولت تلخيصة في كلمة جامعة عبرت عنها بـ” الضرورات الخمس الكبرى“. وأقصد بذلك الشروط المنهجية التي يجب، حسب تقديري، على كل باحث في التاريخ الجهوي أن يتسلح بها حتى يتمكن من إنجاز أبحاثه وفق المفهوم الجديد الذي مارسته وطورته مدرسة بعينها، هي مدرسة الحوليات.
التعليقات