قراءة في كتاب المنظومة الحضارية عند مالك بن نبي للدكتور رضا إبراهيم
الملخّص
من الأمور التي صارت واضحة لا تحتاج إلى تأكيد لدى الباحثين والدراسين، أن لكل أمة تراثها الخاص بها والذي تتميز به عن غيرها من الأمم، تنهل منه وتبني على ما فيه ـ عند القائلين بالصلة لا بالقطيعة مع التراث ـ، والكتاب الذي بين يدي القارئ جزء من تراث الأمة الإسلامية، وإذا كان الأمر كذلك، فإن الحاجة ماسة إلى قراءته قراءة متأنية ومحاولة الاستفادة منه وفق منهجية تقوم على أخذ ما كان منه صائبا أو أقرب إلى الصواب وصالحا لزماننا هذا، واستبعاد ما لم يكن فيه فائدة نظرا لاختلاف الظروف الزمانية والمكانية التي لا تسمح بإعمال بعض أفكار هذا الكتاب.
وجدير بالذكر أن التوصل إلى أن تحديد هدف الدكتور إبراهيم رضا من كتابه هذا رهين بمدى الاطلاع الكامل على محتوى الكتاب، ومن خلال القراءة الشاملة للكتاب تبين أن الكاتب يسعى إلى إماطة اللثام عن أفكار مالك بن نبي، مع بذل جهد كبير في بيان كيفية حسن توظيفيها قصد التأثير على جوانب الحضارة المختلفة سياسية كانت فكرية أم اجتماعية أم اقتصادية. كل كذلك في ظل المحاولات المختلفة للتضييق والحيلولة دون تفاعل الأمة مع فكر هذا العلم المتميز بفكره ومنهجه.
التعليقات