مراجعة نقدية لمنهجية التدريس والكتابة في موضوع القضية الفلسطينية
الملخّص
شكلت نهاية الحرب العالمية الثانية ظرفية دولية مناسبة لانطلاق حركات تحرر وطنية في مجمل البلدان العربية من السيطرة الاستعمارية، باستثناء فلسطين التي كانت تعيش ساعتها مشهدا مأساويا تمثل في انتقالها الجبري من السيادة الفلسطينية إلى مستعمرة يهودية ـ صهيونية تحت اسم “إسرائيل”. فقد تم في 14 من ماي عام 1948 الإعلان رسميا عن قيام هذا الكيان الاستيطاني على أرض فلسطين، ونال اعترافا فوريا من قبل الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، ثم قبل في السنة الموالية عضوا كامل العضوية في هيئة الأمم المتحدة. أما الفلسطينيون، أصحاب الأرض الشرعيين، فقد تعرضوا للطرد والتشريد، وتحول جلهم إلى لاجئين داخل البلدان العربية وخارجها. ومن بقي منهم داخل الكيان الإسرائيلي، تحول إلى أقلية دينية وعرقية ومواطنين من الدرجة الثانية تحت اسم «عرب إسرائيل».
درجت أغلب الدراسات والأبحاث التي اشتغلت على هذا السؤال بالإجابة عليه تحت عناوين وتصورات منهجية لاتخدم بالدرجة الأولى ما يسمى بـ”القضية الفلسطينية” بقدر ما تخدم الاحتلال اليهودي ـ الصهيوني لفلسطين. لهذا السبب، خصصنا هذه المداخلة لمراجعة وتصحيح ما نعتبره عناوين خاطئة ومضللة وعيوبا منهجية في الكيفية التي تعالج بها هذه المادة على مستوى التدرس بمختلف أسلاكه، والتي تطال في مرحلة تالية الكيفية التي يتم على ضوئها البحث والكتابة في هذا الموضوع.
التعليقات