قراءة في كتاب “العلاقة مع الآخر في ضوء الأخلاق القرآنية” للدكتور محمد الناصري

تعد قضية “العلاقة مع الآخر” من أعقد القضايا التي استوقفت العقل الإسلامي المعاصر، لما تطرحه من إشكالات متشعبة، لاسيما في ظل المنعطف الحضاري الذي أعقب مرحلة الحداثة، بما انطوت عليه من تصدعات فكرية وصدامات دينية وثقافية بين مختلف المرجعيات؛ فقد غدا سؤال العلاقة بالآخر المخالف سؤالا محوريا يطرق أبواب الوعي الإنساني بإلحاح، ويستدعي مراجعات معرفية عميقة من داخل الذات المسلمة، قبل أن تتوجه إلى الآخر.
وهو الإشكال الذي قاربه جمع غير يسير من المفكرين والباحثين، غير أن معظم مقارباتهم انطلقت من زوايا نظر يغلب عليها الطابع السياسي أو التحليل التاريخي، أو استعارة أدوات تحليل الخطاب ومناهج الاستشراق المعاكس، دون أن تلامس – في الغالب – الجوهر الأخلاقي الذي يشكل عصب التصور القرآني في تنظيم العلاقة بالغير.
في هذا السياق يندرج كتاب أستاذنا الجليل فضيلة الدكتور محمد الناصري “العلاقة مع الآخر في ضوء الأخلاق القرآنية” باعتباره مقاربة متميزة تنأى عن التصورات السياسية والقراءات التاريخية، وتقارب الموضوع من داخل النسق القيمي القرآني، مستندة إلى منظومة الأخلاق كما يقدمها القرآن الكريم. وقد صدر الكتاب في طبعته الأولى سنة 2009م عن دار الهادي ببيروت، ويقع في حوالي 400 صفحة.
التعليقات