الله والإنسان والمجتمع من خلال كتاب المسائل الكبرى في القرآن الكريم لفضل الرحمن مالك
مقدمة:
صدر كتاب ” كتاب المسائل الكبرى في القرآن الكريم” لمؤلفه فضل الرحمن مالك عن دار جداول اللبنانية، ويحتوي الكتاب على 327 صفحة من الحجم المتوسط موزع على ثمانية فصول ومقدمة حول الكتابات الغربية المعاصرة عن القرآن الكريم؛ والفصل الأول عن فكرة الله، والثاني الإنسان فرداً، والثالث عن الإنسان والمجتمع، والرابع عن الطبيعة، والخامس النبوة والوحي، والسادس عن الإيمان باليوم الآخر، السابع عن فكرة الشيطان والشر أما الثامن فخصصه لظهور أمة الإسلام، وملحقين؛ الأول عن الوضع الديني للأمة الإسلامية في مكة والثاني عن أهل الكتاب اختلاف الديانات. ومن خلال عنوان الكتاب فإنه مؤلفه يعلن منذ البداية أنه بصدد مناقشة القضايا الكبرى في القرآن الكريم، دون تتبع للجزئيات والقضايا التفصيلية في القرآن، كأن الكاتب يقرر أن المنهج السليم لفهم القرآن يتم بواسطة قراءة القضايا الكبرى التي تعين الإنسان على فهم خطاب القرآن عن الله والإنسان والمجتمع.
يعد كتاب “المسائل الكبرى في القرآن الكريم” الصادر عن جداول لمؤلفه فضل الرحمن مالك إضافة نوعية للدراسات القرآنية والبحوث المهتمة بالدرس القرآني، إذ يقدم الكتاب مساهمة جادة لتحليل الخطاب القرآني وتفسيره من داخل بنيته النصية، متجاوزا بذلك منظور التفسير الكلاسيكي الذي لا يمكن بسبب منهجه، أن يقود قارئ القرآن الكريم إلى تبصر كامل بمضمونه وفهم تام لمعانيه وإعطاء نظرة متماسكة عن العالم، لذلك اعتبرها فضل الرحمن مالك أنها أعمال تصلح أن تكون مصدراً أو فهرساً لكنها لا تقدم منهجاً لمن يرغب أن يعرف ما يقوله القرآن عن الله والإنسان والمجتمع.
يقدم المؤلف كتابه على أنه مساهمة جديدة لكشف معاني القرآن وخطابه للإنسان والمجتمع والطبيعة، ومنهجه قائم على المنهج التركيبي المنطقي بخلاف الترتيب الكرونولوجي للأحداث القرآنية، واستدل الكاتب على ذلك بقضية التوحيد؛ حيث عمد إلى تناولها بشكل نسقي تركيبي واعتبر كل الموضوعات الأخرى الواردة في القرآن خادمة للغاية الكبرى التي تمثلها التوحيد باعتبارها حجر الزاوية وكل المفاهيم الأخرى متفرعة عنها أو مشتقة منها أو منضوية تحتها وفق هذه الرؤية بنى المؤلف موضوعات الكتاب. كما انتقد المقاربة التشريحية للقرآن الكريم التي ترمي إلى إبراز معلومات مخصوصة كالفرائض الخمس وقوانين الإرث ….الخ
التعليقات