دراسات

الظاهرة الدينية بين المنهج الوضعي والمنهج اللاهوتي: دراسة مقارنة

الملخّص:

       ينتمي الدين إلى حقل المعرفة الدينية بما هي معرفة مباشرة لها صلة بالوحي، ويقدم تفسيراً لنفسه وغاية من وجوده انطلاقاً من أفكار وعقائد يدعو من خلالها الأفراد إلى الاعتقاد فيه. وبالتالي هو يقدم تفسيراً جوانياً لظواهره في بعد واحد هو البعد الميتافيزيقي، كما يختزن نظرة للعالم من خلال سردية متماسكة يفسر بها الوجود والواقع والتاريخ. في حين أن التدين يرتبط بحقل المعرفة الإنسانية وحقل التجربة الاجتماعية؛ حقل الانفعال والتمثلات والعلاقات. حيث موضوع الدين هو المجتمع والانسان، فالذات هي من تتدين والجماعة البشرية هي من تمارس الطقوس. لهذا يقوم علم الاجتماع بدراسة الدين في شكله الاجتماعي، ولا يهتم بإثبات أو نفي الديانات سواء كانت سماوية أو وضعية؛ لأنه لا يبحث في سؤال الوجود والأصل التاريخي أو سؤال الماهية. بل دوره بالأساس هو دراسة تأثير الديانات على معتنقيها وما تُشكله من نظم وبنى اجتماعية، ونوع العلاقات التي تتشكل عبر الروابط الدينية. لهذا فالدين بالنسبة له ظواهر اجتماعية ظهرت في سياق تاريخي معين، وليست وقائع غيبية كما يحاول اللاهوت تأكيد ذلك. أما الدراسات اللاهوتية فهي تدرس الظاهرة الدينية من داخل النسق مما يسقطها في الذاتية ولا يسمح لها برؤية كاملة للموضوع، كما تبحث في النصوص المقدسة على أساس أن الغيب هو من يشكل الواقع بكل أبعاده ولا دور للمجتمع والجماعة البشرية في ذلك، وحتى إن حاد المجتمع عن النص المقدس فلابد من إرجاعه للمثال الأعلى. بهذه الطريقة تَشَكل صراع بين علم الاجتماع وبعض العلوم الأخرى مثل الدراسات الدينية اللاهوتية والميتافيزيقا وفلسفة الدين وعلم النفس.

تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن أهم الاختلافات الابستمولوجية الموجودة بين المنهج الوضعي والمنهج اللاهوتي في تناولهما للظاهرة الدينة، ثم تطرح سؤال الإمكانية في تحقق براديغم العلمنة لعلم اجتماع الأديان على ضوء أطروحات رجوع الديني.

للاطلاع على الدراسة كاملة المرجو الضغط هنا

التعليقات

اظهر المزيد

د. عبد الرحيم بودلال

باحث مغربي، متخصص في علم الاجتماع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *