الملخص
لماذا نبدأ بالنزعة الروحية عند وليم جيمس؟
لأنها تضم الدين والأخلاق معاً. حيث يؤكد جيمس يقينه في النزعة الروحية المرتبطة بالأهداف الأخلاقية السامية، تلك القيم التي تحفظ للإنسان كبرياءه وكرامته، وتنقذ الحياة الإنسانية من الهلاك. والله يتولانا ويرعانا ويخلق لنا بالمشيئة عالماً آخر روحياً غير العالم المادي يتيح لمُثُلنا العليا من الأمل والرجاء والثقة أن تتحقق، وذلك من أجل تقدم البشرية. ومن ثم فإن النزعة الروحية تتجاوب مع التجارب الحية الأصيلة، تجارب الحياة الإنسانية، وهي لا تكاد تخلو من لون ديني وأخلاقي، وهي تجارب تلهمنا في حياتنا وتلهم الحضارة الإنسانية كلها.
وما لبثت تأملاته أن اتجهت إلى طبيعة الله ووجوده وخلود النفس وحرية الإرادة وقيم الحياة. وقد امتازت دراساته في هذا الميدان بالتجديد والانطلاق، وذلك لأنه كان ميالاً إلى التأمل العملي، مُؤْثراً لعمق التجربة النفسية. فحين استهل تأملاته في الله اتجه اتجاهاً مباشراً إلى التجربة الدينية يستطلع فيها طبيعة الخالق، واتجه للبحث النفسي ليعرف معنى الاعتقاد والعمل ليثبت حرية الإرادة. فتراءى له أن البقاء بعد الموت لا دليل عليه، ولكن وجود الله تسجله التجربة الدينية. فالله ينقذنا مما أَلّم بنا من شدائد، وهو الذي يفرج عنا الكروب، وقد ظهرت آراء جيمس هذه فيما كتب من مقالات، وما ألقى من محاضرات، وجمعت فيما بعد في مؤلفات هامة هي: “إرادة الاعتقاد” سنة 1897م، وتنوع التجربة الدينية “والذي صدر سنة 1902م”، من هذا يتضح أن النزعة الروحية عند جيمس تضم الدين والأخلاق معاً، وذلك هو جوهر الجزء الثاني.
لقراءة الدراسة كاملا المرجو الضغط هنا
التعليقات