التعارف غاية الخلق الجماعية
الملخّص
إن التعارف ، من منطلق الإيمان مدخل للدعوة إلى الله و وسيلة للتعاون على عمارة الأرض و بناء الحضارة قياما بمهمة الاستخلاف،فتحدي الحروب النووية و الإرهاب و التلوث البيئي و الاحتباس الحراري و المجاعات و الحروب لا يهدد أمة دون امة، و بالتالي لا سبيل إلى محاربة هذه الآفات إلا بالتعارف والتعاون من أجل المصالح الإنسانية المشتركة.
و مع ذلك،فالحوار على أساس المصالح المشتركة ليس كافيا وحده، بل إن الأساس القوي للحوار و التعارف، هو الاتفاق المبدئي على مركزية الإيمان في التكوين البشري، وهذا البحث مدخل للرفع من شأن الإيمان أرضية للتعارف و الحوار.
فالإيمان حق خاص بكل إنسان ، بل لا ينفك إنسان عن إيمان، لأنه التعبير الأساسي عن ممارسته لإنسانيته، وعلة تكريمه،أي إرادته الحرة المختارة. لكن الإنسان ،باعتباره مدنيا بطبعه، ولاستشعاره بمسؤوليته اتجاه الآخرين قد يسعى إلى فرض ما يراه الأصلح لهم في مجال الإيمان.سواء كان هذا الآخر قريبا من نفس دائرة المسلمين ، أم خارجا عنها .و تتحدث كتابات المسلمين في هذا المجال عن وجوب الدعوة و عن أدبياتها و آلياتها، لكن الناذر في تلك الكتابات، هو فهم، أو تفهم رد فعل الآخر المخالف الذي قد لا تستهويه فكرة الإيمان التي تحملها الذات.
ف” هل يسعفنا الدين نفسه، بآليات تجعل الإيمان بانيا للحضارة من خلال التعارف و التسامح الإنساني؟
ثم إن الحديث عن الإيمان يتم بإطلاقية لا تعتبر كونه تجربة بشرية مرتبطة بذات المؤمن نفسه، بفكره و ظروفه، وطريقة تمثله لعلاقته بربه ،فهل يصح،ضرورة ، أن يكون ما أعتقده هو نفسه ما ينبغي على الآخرين اعتقاده؟
ألا يمكن القول بأن محاولة نشر تصورنا للإيمان، ضرب من ممارسة الوصاية والوساطة بين الناس و الدين، كما حدث في تجربة الإكليروس المسيحية؟
التعليقات