دراسات

فَصلُ المقال فيما بين الحوار و التبشير من اتصال السياقُ المَغربي نَموذجًا

الملخص:

   حينما يُصوّبُ الباحثُ تفكيرهُ إلى مسألة الحوار بين الأديان و بين المسلمين و المسيحيين على وجه التحديد، فإنّ قصديته الفكرية تلكَ؛ لنْ تخلُوَ من مراعاةٍ لِدخُول فِكْرة التبشير على الخط، و معها سؤال عنْ طبيعة الدينٍ يُشكلُ طرفًا في ذلكَ الحوار. وإذاكنا نتناولُ تحديدًا موضوعَ الحوار الإسلامي المسيحي فالتنصيرُ ومُصطلحُ التبشير كلاهما يَحلان ضيفين على الموضوع أو كشريكين فيه. و بينَ الخلط بينهما أو التمييز بينَ دلالتيهما، أو الحذر منْ توظيف أحَدهما في مُقابل توظيف الآخر. وإذا انضافَ إلى الموضوع سياقهُ التاريخي و الجُغرافي، فإنّ موضوعَ التبشير يُصْبحُ مَوضوعًا حسّاسًا بالنسبة لطرفي الحوار؛ أي و الحالةُ هذه، المُسلمين و المسيحيين و ليسَ الإسلامُ و المسيحية؛ وبذلكَ قدْ يُفضلُ البعض التركيز على النقاط اللامعة في الحوار أو تلكَ التي تُساهمُ في التّقارب، و غض الطّرف عمّا يمكنُ أنْ   يُوقظَ صُورَ التاريخ المُزعجة غيْرَ أن الحوار الحق هُو ما ينأى بنفسه عمّا يتركُ أيّ التباس بينهُ وبينَ مُحاولة نَشر فكرةٍ مُعيّنة. إنهُ يرسُمُ لنَفْسه الحُدود معَ الدّعوة إلى الدين و التبشير و التنصير. صحيح أنّ المسيحيّين الذين يسْعَون إلى ممارسة الحوار الذي غايته تحقيق التقارب و التّعارف، وتأسيس عَلاقات قَويّة يَطبعها الاحترام. أغلبُ المسيحيين يفضل عدمَ تناول موضوع التبشير حينما نتحدثُ عن موضوع الحوار؛ ويفضلون في مقابل ذلكَ الحَديث عن التجارب الحوارية النّاجحة في البلد الذي يعتبرونه مجَالا خصبًا للحوار. فذلكَ في نظرهم، يُشَكل منَ النّاحية العمليّة، أداةً ضروريّةً للتّقارب و التّعارف وتأسيس عَلاقات قَويةٍ يطْبعها الاحترام؛ وكثيرًا مارددوا أن وجودهم في المغرب هُو فِعْلاً منْ أجل التقارب و التّعارف. نعرفُ أن الكنائس الرسمية في المغرب كلها تتبرأ من التنصير، ولا تعتبرهُ محورًا ضمنَ برنامجها في المغرب، و لا هو من أولوياتها و أنها تسعى إلى تمتين علاقة الصداقة و الثقة مع المغاربة، لكن هذا لا يثنينا عن معالجة موضوع التنصير، حتى يتمّ على الأقل توضيح صورة الكنائس حاليا في المغرب، و علاقاتها مع المغاربة. و حتى نُبعدَ الا لتباس الحاصل بين التنصير و الحوار، على مستوى المفهوم و على مستوى الممارسة أيضًا نرى أنَّ مُعالجةَ التنصير لايفسدُ لموضوع الحوار قضيةً. كما نرى أنَّ الحديث عنْ علاقة ذلك بمفهوم الدّعوة إن وَصْلا أو فَصْلًا هُو أمرٌ مهم.

 

لتحميل البحث كاملا المرجو الضغط هنا

 

التعليقات

اظهر المزيد

د. نورالدين بالفقير

أستاذ الفلسفة بالتعليم الثانوي التأهيلي، حاصل على الدكتوراه في الحوار الديني والثقافي في الحضارة العربية الإسلامية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال سنة 2020م، حاصل على الماستر في الفلسفة؛ تخصص "ديانات ومجتَمعات" (Religions et Sociétés ) ؛ بجامعة بوردو 3 بفرنسا. سنة 2010م، إجازة في تخصص آداب لغات وحضارات أجنبية ( Langue, Littératures et Civilisations étrangères)، بجامعة بوردو 3 بفرنسا سنة 2008م، له عدّة دراسات في مجال الفكر الإسلامي و الفلسفة؛ وفي مجال الدراسات المسيحية، صدر له في مجال الإبداع ديوان شعري بالفرنسية؛ بعنوان " La vie continue" و مجموعة قصصية بعنوان "خُلق اضطراري ". - له قيدَ الإعداد للطّبْع كتابان بعُنوان : " Le prosélytisme chrétien au Maroc: Réalité, contexte social et enjeux politiques". 2- L'Église catholique au Maroc, présence et fonction"

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *