حاجة العالم الإسلامي إلى نسق مفهومي لتحقيق الخصوصية الحضارية
الملخّص
يتعرض العالم الإسلامي، في هذا العصر، لنوع من التذويب الحضاري في سياق معركة وجودية بينه وبين الأمم الأخرى، خاصة تلك التي تدفعها روح استعمارية، وتقوم على مبدأ الهيمنة على الآخر، وتدرك إدراكا عميقا أن الأمة الإسلامية، باختلاف أجناسها، وتنوع ثرواتها، تملك مؤهلات التنافسية والقدرة على السباق نحو عمارة الأرض وترشيد الحياة على ظهرها، فعملت الأمم الاستعمارية وتعمل دون هوادة، بشتى الوسائل، على طمس الهوية الإسلامية، واجتثاث أصولها، وقطع صلة الحياة بالهدى الرباني.
ولعل السؤال المركزي الذي شغل بال الجميع، وطرح نفسه بإلحاح، في كل بحث أو دراسة أو أي نقاش سياسي أو ثقافي، يتمحور حول التحدي الذي يحظى بالأولوية في أي إصلاح أو تغيير، والذي ينبغي تجاوزه لتجاوز باقي التحديات. هل يرجع هذا التحدي إلى اختلافات سياسية، أم نظم اقتصادية، أم نماذج فكرية، أم مناهج تربوية وأخلاقية، وغيرها من التحديات؟
لبسط هذه القضايا وبيان علاقة المفاهيم بأي مراجعة ثقافية أو إصلاح حضاري وعلاقتها ببناء الإنسان وإعداده، سينتظم هذا العرض مجموعة من المحاور سأوردها على الترتيب الآتي:
أولا: مركزية الواجهة المفاهيمية في التدافع الحضاري.
ثانيا: واقع الأمة الإسلامية اليوم في ظل تفكك النسق المفاهيمي.
ثالث: المفاهيم وثنائية الذات والآخر.
رابعا: إعداد المفاهيم وتأهيلها خيار استراتيجي.
التعليقات