دراسات

جدل الهوية والدين في فلسفة إبمانوبل ليفيناس

الملخص

في ظل العديد من الفلسفات الغربية المعاصرة التي عبثت بالذات الإنسانية وحولتها إلى مجرد ذات مستلبة ومهيمنة على العالم من خلال نظرتها نظرة اضطهادية إلى الآخر واعتبرته سجناً دائماً لسلب هوية الذات ، وفي ظل استمرارية الحاجة إلى وضع الآخر (الغير) في مكانة تضاهي مكانة الأنا  (الذات) من أجل نشر السلام بين الفرد والمجتمع انبثقت فلسفة الفيلسوف الفرنسي الليتواني إيمانويل ليفيناس 1906 –  1995م، منددة لكل تيارات العنف التي تنادي بإقصاء الآخر ورفض الغيرية رفضاً مطلقاً فجاءت فلسفته وأصبحت المهمة الرئيسية لها ليس تأسيس نظرية للمعرفة أو نظرية سياسية وإنما فهم العلاقة مع الآخر باعتبارها أصل وأساس كل علاقة مع الوجود ويتجلى ذلك في القدرة على احترام غيرية الآخر وليس في محاولة اختزاله في هوية الشبيه ، ولذلك صاغ فلسفته  بشكل مختلف كل الاختلاف عن مجمل الفلسفة الغربية عن طريق الاستعاضة بالأخلاق التي اعتبرها ”  الفلسفة الاولى”  بديلاً عن الأنطولوحيا التقليدية التي اعتاد عليها معظم الفلاسفة الغربيين ، ومن خلال استقرائه لتاریخ الفلسفة ، وضع مفهوماً جدیداً للهوّیة على أساس  مفهوم  المغایرة والاختلاف،  التي جعلهما  اللبنة الأساسية لفلسفته حيث  رفض المفاهيم  الفلسفیة القائمة على المماثلة والمشابهة، والتي فقد فيهما  الإنسان إنسانيته ، وضاعت  هویته الحقيقية في غمار تلك المشابهة والمماثلة ، ومن هنا وضع مشروعه الفلسفي على أساس  إیتیقي أنطولوجي مبني على الحوار مع الآخر ، هذا الآخر هو الاختلاف و المغایرة ، وبصفته مفكراً يهودياً، فقد وقف الباحثون في مفترق الطرق على تصنيفه كونه فيلسوفاً أو مفكراً دينياً  بحيث أصبح التشابك بين الأخلاق والدين في فكر ليفيناس عميقاً ومعقداً لدرجه أنه أصبح مسألة خلافيه بالنسبة لبعض الباحثين، ولذلك  طرحت فكرة هذا البحث من خلال عرض البُعد الديني لمفهوم الغيرية  في علاقة جدلية بين الهوية والدين ، والتي حاولت من خلالها  طرح  العمق و الأبعاد الخفیة في فلسفة ليفيناس تلك الأبعاد  التي أراها تتسم بطابعها الإنساني في مقاربات منهجیة بنزوع دیني  متجذر في عمق الطرح اللیفیناسي .

ومن خلال هذا البحث نتواجه وجهاً لوجه مع أسئلته التي تضع أمامنا العديد من الإشكاليات أهمها :

أولاً : كيف يمكن للذات  التي هي مصدر للأنانية  ، أن تدخل  في علاقة مع الآخر دون التخلي عن أنانيتها على الفور ؟ وكيف يمكن للآخر أن يدخل  في علاقة مع الأنا  دون التعرض للخطر ؟

ثانياً : ما هو الجوهر الديني الذي يجمع بين الذات والآخر لتتخلى الذات عن فرديتها من أجل الأخر ؟

ثالثاً : كيف تستطيع الذات المُدرِكة   قبول الآخر كموضوع مدرَك  دون أن يذوب وينصهر داخلها وكيف يستطيع الموجود الحفاظ على هويته دون الذوبان داخل الوجود الكلي ؟

رابعاً :هل تكون علاقة الأنا بالآخر علاقة أصلية بحيث تكون شرط للإنكشاف الإلهي ؟

خامساً : ما النتائج التي تترتب على احترام غيرية الآخر على الفرد والمجتمع؟

لقراءة الدراسة كاملا المرجو الضغط هنا

التعليقات

اظهر المزيد

دة. صابرين زغلول السيد شعبان العاصي

أستاذ فلسفة الدين المساعد،  بكلية البنات جامعة عين شمس، جمهورية مصر العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *