دراسات

الفكـر الإصـلاحي الســلفي بالمغرب أحمد بن خالد الناصري نموذجا

الملخص

عندما نتحدث عن حاضر الإصلاح ومستقبله، لابد من الرجوع إلى تجاربه عبر التاريخ، للتفاعل مع ما تراكم من  قوانين وسنن وقواعد وخصائص ومضامين ومناهج مدارسه واتجاهاته، لاستلهام ما به يمكن بناء عقل إصلاحي قادر على تأسيس فعل إصلاحي، يخرج بالأمة من المأزق الحضاري والتاريخي الذي تعيشه، ومن تلك التجارب؛ تجربة الحركة السلفية في المغرب؛ التي وجدت الظروف مهيأة بحكم سيادة المذهب المالكي من جهة، وبحكم محاولات الإصلاح السابقة التي قادها  السلطان محمد بن عبد الله (1710م ـ 1790م) من جهة ثانية،  هذا السلطان الذي اتخذ من عقيدة الحنابلة مذهبه في الإصلاح الديني والتعليمي والقضائي، لقد أراد العودة بأمته روحيا إلى خير القرون، عن طريق العودة إلى الأصول الدينية، والعقيدة السنية، واتباع منهج الصالحين في العبادة والعمل، ثم سار على هذا النهج ابنه المولى سليمان (1760م ـ 1822م) الذي سيتبنى السلفية الوهابية لأسباب فرضها السياق التاريخي الذي حكم مجريات الأحداث في البلاد، إلا أنه لم يتقيد بحرفية المذهب الوهابي المتشددـ، وبذلك كانت للسلفية المغربية خصوصيتها،  واقتصر هذا الاتجاه في دعوته على الإصلاح الديني المتشدد، ونقض علم المنطق ومحاربة الطرقية، لأن السلفية في هذه الفترة كانت فقط وسيلة للمحافظة على الأصالة السنية،  لتستمر في المغرب وتأخذ اتجاها آخر في القرن التاسع عشر بحكم تغير الظروف، وتطور الأسباب والدواعي التي فرضت على الوعي السلفي أن يغير نظرته الإصلاحية، وألا يظل متجها في دعوته إلى الإصلاح نحو المرجعية الدينية، ومنهج السلف الصالح، والتصدي للطرقية وحسب، بل لا بد أيضا من أن يكون الواقع الخارجي وتجارب الآخر – الغرب الصليبي  الذي فرض نفسه بحكم حركته الإمبريالية – الإصلاحية التي كانت وراء رقيه وغلبته مناطا للنظر والتقدير في الدعوة السلفية، وهذا ما جعل التفكير السلفي ينصب على نوازل وقضايا حياتية ودينية وسياسية أعمق وأخطر من القضايا التي كانت تشغل العقل المغربي من قبل، ولعل من أشهر الأسماء التي برزت في هذا الاتجاه أحمد بن خالد الناصري (1835م ـ 1897م).

فكيف كانت سلفيته؟ هل كانت سلفية مرتبطة بإصلاح داخلي محض وترفض الاقتباس من الآخر في مشروعها الإصلاحي للعلل الداخلية؟ أم كانت سلفية تحافظ على الرجوع إلى السلف الصالح وتدعو إلى فتح باب الاجتهاد في سياق مواجهة التفوق الأوربي؟ أم كانت سلفية فكرية فقهية مقاصدية تبحث عن أسباب التخلص من المد الاستعماري الذي أصبح يهدد كيان المغرب؟ وكيف كانت علاقته بالسلطان؟ وكيف كان موقفه من العلوم العصرية والمخترعات الأوربية؟ وما موقفه من بعض القضايا التي عاشها العالم وقتئذ، وعلى رأسها قضية “الحرية”؟ وهل كانت لديه مقالة في الإصلاح تقدم نموذجا معرفيا ينتهي بالأمة المغربية إلى شق الطريق الصاعد؟ وإذا كانت لديه، فهل وجدت طريقها إلى أرض الواقع؟

لمقاربة بعض هذه الإشكالات تم تقسيم الورقة إلى المحاور الآتية:

المحور الأول: الأسس المرجعية الفاعلة في بلورة الفكر السلفي الإصلاحي لأحمد بن خالد الناصري.

المحور الثاني: أجوبة أحمد بن خالد الناصري الإصلاحية بين رؤيته السلفية والتحديث.

لتحميل البحث كاملا المرجو الضغط هنا

التعليقات

اظهر المزيد

دة. الصنهاجي الزوهرة

باحثة مغربية، حاصلة على الدكتوراه في "الحوار الديني والثقافي في الحضارة الإسلامية"، بجامعة السلطان مولاي سليمان - كلية الآداب والعلوم الإنسانية - بني ملال 2018. وماجستير في الفكر الإسلامي - تخصص: "الحوار الديني والحضاري وقضايا الاجتهاد والتجديد في الثقافة الإسلامية" سنة 2011. باحثة بمركز دراسات المعرفة والحضارة، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال المغرب، شاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات داخل وخارج أرض الوطن. نشرت لها بعض الكتب، منها: "المعرفة الكفائية ووظيفتها في البناء الحضاري"، "الفكر الإصلاحي بالمغرب الحديث؛ قضايا ومناهج"، كما نشرت لها العديد من المقالات، منها: "علال الفاسي والمدركات الجماعية، قراءة تجديدية لمفهوم الحرية"، "مناهج الفكر النقدي الإصلاحي عند أبي علي الحسن اليوسي"، "الفكر الإصلاحي عند الحسن الثاني".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *