Calendar

ديباجة الندوة
إن مصدرية القرآن الكريم و مرجعيته في بناء العلوم و المعارف تقتضي العودة إليه طورا بعد طور، برؤية تجديدية نقدية مستأنِفة، ذلك أن الوحي الرباني المعجز، يتلقاه الإنسان عامة، والمسلم خاصة، بقصد التفكر و التدبر، فلا يبلى من كثرة المترددين والوافدين، ولا تنقطع به سبل المستدركين المستأنفين، ولا يرضى بارئه سبحانه أن تكون وسائط الفهم والنظر والتقعيد والتنزيل التي قامت ونمت وترعرعت عبر القرون، في مختلف العلوم والفنون، بديلا أو حجابا عن مصدرية الوحي في تجديد بناء العلوم والمعارف، وعما أودع الله في رسالته من آيات الاهتداء والتبصر، ودلائل الاستئناف والتطور.
ثم إن الإنسان – موضوع آيات الاهتداء – يتقلب في هذه الحياة كدحا، من طور إلى طور، ويجدد مدركاته ومكتسباته وأهدافه ومطالبه، من خلال المعارف والعلوم الناشئة عن تلك الأطوار بالتبع، والخادمة لحاجاته وآماله، ثم من خلال الآيات والسنن الموجهة المسددة الصادرة من خالق الأكوان، المسخرة لهذا الإنسان. قال الله تعالى: â إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُá. [الإسراء: 9]
وإنه من الأكيد أن أي معنى من معاني التجديد يتلازم مع نهضة الإنسان وتقدمه، ويناكف جموده وتخلفه، ولا يقوم أي تجديد أو تطوير إلا على منهج نقدي هو ميزان صحة الصحيح وسقم العليل؛ ينخل به الموروث ويُقوّم ويستثمر، وتسدد فيه الرؤى، ويزال منه الصعب والمكرر والممطط… مما هو سبب في أكثر الأحوال في الركون والثبات والتقليد المطلق.
وينصب منهج النقد المطلوب هذا على الدراسات الشرعية والمعرفية، بغية تأسيس منهج نقدي يقوم في نظرنا على ركيزتين:
الأولى: تهم تشخيص الإشكالات المبثوثة في التراث الشرعي بعلومه المختلفة، والتي تحجب أي إبداع أو تجديد في المناهج والقواعد والقضايا والمفاهيم، وتتلخص الإشكالات في نوعين:
– الإشكال الكمي: المتجلي أفقيا في تراكم المصنفات في العلم الواحد والموضوع الواحد والقضية الواحدة.. إلخ، عبر طول حياة هذه الأمة ( أربعة عشر قرنا). وتتجلى عموديا في طول مادة التصنيف أو قصرها المخلّ، مما يعسر معه ضبط المراد منها، وفقه إعمالها والعمل بها.
– الإشكال الكيفي: المتجلي في أصول النظر وقواعد الاستنباط والإعمال، وكذا المصطلحات الخاصة بها في مختلف العلوم (علوم الآلة ومناهج البيان والتفسير والتأويل، و أصول العقيدة والفقه وقواعد العمل بهما، و فقه العرفان والسلوك) ومسالك تصريفها في المجتمع، وتبرز مظاهر هذا الإشكال الكيفي باستكشاف ما يأتي:
1- كثرة الخلاف والاختلاف في مناهج النظر، وفي القضايا موضوع النظر؛ اعتبارا بقول الناظم:
وليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلاف له حظ من النظر
2 – غلبة التقليد: مما أدى إلى ضعف آلة الاجتهاد ووسائله في المادة الشرعية والمعرفية عن تقديم أحكام أو أقيسة لمستجدات الواقع، وما أكثرها.
3 – كثرة الأحكام البيانية والفقهية والعقدية و السلوكية مما لا تقتضيها أوضاع هذا الزمان وأحوال أهله، ولا تستوجبه مقتضيات التلقي العلمي والمعرفي والعرفاني، وبخاصة إذا علم أن معظم الأحكام إنما هي وليدة أزمنتها (فقه العبيد والإماء، بعض مسائل الحسبة والقضاء، قضايا التأويل المختلف فيها، موجبات الإعجاز، وبعض مصطلحات فقه العبادات وفقه المعاملات وفقه السياسة الشرعية، وفقه المعارف الاجتماعية والنفسية).
أما الركيزة الثانية: فتتمثل في السعي إلى تأسيس منهج نقدي في علوم الشريعة وموضوعاتها وقضاياها وقواعدها عبر مراحل، يكون الهدف منه إبراز مكامن القوة العلمية والمنهجية في التراث الشرعي والمعرفي، ووسائل الاستثمار والتفعيل.
بناء على ما سبق؛ فإن فريق البحث “السنة والمعرفة” بتنسيق مع “مختبر المقاصد والحوار للدراسات والأبحاث” سيرا على ما رسماه من أهداف تهم تطوير مواهب الباحثين ومكتسباتهم العلمية والمعرفية، وترسيخ مبادئ التحليل والنقد والتجديد، فإنهما ينخرطان بهذا الموضوع في إطار ندوة دولية عنوانها:”مراجعات نقدية في الدراسات الشرعية والمعرفية: موضوعا ومنهجا”.

نحو إعادة التفكير في الحداثة
ينظمها مختبر المقاصد والحوار للدراسات والأبحاث (شعبة الدراسات الإسلامية)، وفريق بنيات وديناميات المجتمع (شعبة علم الاجتماع) كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال، المغرب، وذلك بشراكة مع مركز دراسات المعرفة والحضارة، بني ملال، تكريما لفضيلة الدكتور سعيد بنسعيد العلوي يومي ’30-31′ مارس 2020م بقاعة المحاضرات كلية الآداب بني ملال.

يدعوكم مختبر المقاصد والحوار للدراسات والأبحاث (ماستر العلوم الإسلامية والعلوم الإنسانية تكامل المناهج والمعارف) ومركز دراسات المعرفة والحضارة لمتابعة المحاضرة التكوينية الرابعة: فلسفة الدين، المفهوم والاتجاهات
يوم الأربعاء 6 أبريل 2022 على الساعة الثانية زوالاً على منصة ZOOM، الرابط أسفله:
https://us02web.zoom.us/j/6395208752?pwd=V0ZSQ2h6UlgvTk1YanoyazZhdUlqUT09
أو
ID de réunion: 639 520 8752
Code secret: 3863
ولمن لم يتمكن من الدخول للمنصة سيكون البث مباشراً على الفيسبوك في صفحة مركز دراسات المعرفة والحضارة:
https://www.facebook.com/maarifacenter

لقراءة الورقة المؤطرة للندوة كاملة المرجو الضغط هنا
الملتقى العلمي التكويني الثالث:
التأسيس القرآني لفلسفة تكامل العلوم والمعارف
يتصل المنظور القرآني للتكامل المعرفي اتصالا وثيقا بالوعي التامّ بالحقائق المرتبطة بالوجود الإلهي والإنساني والكوني، وما تتضمنه هذه الدوائر من سنن، وما ينشأ عنها من علوم ومعارف، من شأنها أن تكشف عن الآثار العملية للمعرفة، حينما يتم ربطها بأجزاء الوجود ونظمها في نسقية بصائر الوحي والهدي الرباني التوحيدي. لهذا نجد عددا من آيات القرآن الكريم تُقدم نماذج لتكامل عالمي الغيب والشهادة، نحو الاستشهاد بالظواهر الطبيعة في مجال عالم الشهادة، حيث يسوقها القرآن في ارتباط وثيق مع أصناف المخلوقات في عالم الغيب؛ مثل تسبيح الرعد والملائكة في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ، وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ﴾ [الرعد: 12-13].
وقد استثمر العقل المسلم في مراحل مختلفة هذا الإدراك، وحاول بناء رؤية كلية للمعرفة انطلاقاً من وعيه بتأسيسية القرآن للمعرفة، ما مكنه من إبداع وتجديد (ابن خلدون، الرازي) في مجالات علمية متنوعة، تجلى فيها التكامل بصور مختلفة.
وتأتي هذه الندوة إسهاما من مركز دراسات المعرفة والحضارة ومختبر الحوار والمقاصد للأبحاث والدراسات في البحث عن سبل استئناف واستجلاء العناية بهذا الموضوع وبناء تصور عن فلسفة التكامل المعرفي في القرآن وآثاره على المعرفة المتصلة بالإنسان والمجتمع والكون القائمة على الوحي، وكذا المجالات التي يشملها هذا التكامل ومقاصده المنهجية والمعرفية…، هذا من جهة. ومن جهة ثانية البحث عن علاقة جديدة تعيد الصلة بين المعرفة وأسسها وتكامل مصادرها، والقيم الموجهة لها، وانسجام نتائجها؛ في أفق التأسيس لإبستمولوجيا بديلة، بمحددات منهجية جديدة، تستوعب الأصول والمفاهيم، وتفتح مساحات جديدة للمشترك الإنساني، من خلال التأسيس القرآني والبناء على المنجز المعرفي للعقل المسلم في مراحل تاريخية خاصة تلك التي جسدت إبداعه. وقدمت دليلا على إمكان المعرفة النسقية المركبة التي وإن تعددت مجالاتها العلمية فهي تتكامل في الاصول الكلية الناظمة لها.
في هذا الإطار ندعو الباحثين المنتمين لمركز دراسات المعرفة والحضارة والأساتذة الباحثين بمختبر المقاصد والحوار للدراسات والأبحاث وأساتذة كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال إلى مقاربة الموضوع من خلال المحاور الآتية: