قراءة في كتاب “في نقد مقولات التطرف الديني” للدكتور محمد الناصري

على سبيل التقديم …
تعتبر ظاهرة التطرف الديني من أصعب القضايا الإشكالية التي تعاني منها الإنسانية، فهذه المعضلة لم يعان منها الإسلام فقط وإنما مست جميع الأديان والشرائع على مر التاريخ. ولعل الناظر على الخريطة السياسية للعديد من أقطار العالم يرى كيف أن صعود المتطرفين دينيا يؤدي في الغالب الأعم إلى اختلال التوازنات العالمية. لكن بالتركيز على الأمة الإسلامية، يلاحظ أن الحركات المتطرفة أضحت عنوانا للإرهاب والتشدد والغلو في الدين، مما حتم على ذوي الشأن البحث عن المقاربات الكفيلة بالقضاء أو على الأقل الحد من خطورة هذه القضية. لكن الإشكال أن العديد من الباحثين والمفكرين يتناولون إشكالية التطرف الديني من زوايا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية معتقدين أن الأسباب الحقيقية وراء تنامي وانتشار أعمال الإرهاب والعنف ترجع بالأساس إلى القهر والتسلط السياسيين أو إلى الركود الاقتصادي أو ربما إلى المشاكل الاجتماعية التي باتت المجتمعات الإسلامية مرتعا خصبا لها. وفي المقابل هناك باحثين آخرين ينظرون إلى أن عمق مشكلة التطرف الديني فكري محض. ولعل من بين هؤلاء المفكرين يقف شامخا الأستاذ الدكتور محمد الناصري الذي سخر عقله وفكره وجهده في سبيل مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تعصف بالمجتمع المسلم.
التعليقات