بدأت معالم الفكر العربي المعاصر تتبلور له مع نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، عند أول صدمة له مع الغرب انطلاقا من حملة نابوليون على مصر ثم الحملات الاستعمارية على العالم العربي الإسلامي باحتلال فرنسا للجزائر أولا قبل سقوط باقي الدول، فكان الاصطدام بالمدنية الغربية والوقوف على مدى تطور الغرب ماديا وعلميا مقابل الأوضاع المتردية وحالة الضعف بالعالم العربي الإسلامي العامل الأساس لطرح سؤال النهضة: لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون؟
وقد مر تأسيس الفكر العربي المعاصر بمراحل ثلاث: المرحلة الأولى منذ منتصف القرن الثامن عشر إلى سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924 أو ما يعرف بعصر النهضة العربية، والمرحلة الثانية منذ 1924 إلى نكبة 1967، والمرحلة الثالثة من بداية السبعينيات القرن العشرين إلى اليوم. حيث تميزت كل مرحلة من هذه المراحل بظهور نخب من العلماء والمفكرين يسعون إلى دراسة واقع الأمة الإسلامية وتراثها، محاولين كشف مواطن الخلل، باحثين عن حلول من أجل تحقيق شروط النهوض الحضاري. وذلك من خلال الإجابة عن أسئلة من قبيل: ما تراثنا؟ وما الحداثة؟ وكيف نتعامل معهما؟ وماذا نأخذ من الثقافات الأخرى؟ وما الأصيل وما الوافد؟ وكيف نتعامل مع كل منهما؟ وكيف نكون نحن أنفسنا؟ … فلم تكن هناك إجابة واحدة بل تعددت الإجابات بتعدد المفكرين وتعدد انتماءاتهم الفكرية وتكويناتهم العلمية
التعليقات