قراءة في كتاب: “المنظومة الحضارية عند مالك بن نبي من مدنية الكم والأشياء إلى حضارة الإنسان والقيم” للدكتور ابراهيم رضا

كانت فكرة الإصلاح والتجديد ولا زالت فكرة محورية في عالم المسلمين أكثر منها في أي عالم أخر وقد طرحت هذه الفكرة من زوايا مختلفة ووفقا لوجهات نظر متباينة من قبل المفكرين على مدى مراحل ممتدة من تاريخنا الثقافي والحضاري ويعتبر مالك بن نبي مجددا استثنائيا في الفكر الإسلامي العربي فقد تتلمذ منذ العشرينيات من عمره على الغرب فكرا وفي فرنسا مكانا. وهناك بذل جهدا ذهنيا لفهم مقومات الحضارة الغربية واستيعاب خصائصها الثقافية وجذورها المعرفية. حيث أثارت إعجابه ولقيت انتباهه تجلياتها الإيجابية في الزمان والمكان ولكنها لم تقلل من اعتزازه بالانتماء الى ثقافته وتاريخه وتراثه وهو ما بذل في سبيل من الإلمام به والنفاذ الى أبعاده جهدا لازمه طوال حياته.
وقد عانى في فرنسا كما عانى في وطنه الجزائر من النظرة التنميطية له بوصفه “أهلي” وهي نظرة عنصرية مجحفة رمت به في خضم التناقضات المتوالدة من افريقيا واوروبا والاسلام والمسيحية والتي كان يغديها الاستعمار آنذاك.
ومع أن ابن نبي ربما يكون قد عرف ما أسماه أحد الدارسين بالانفصام الثقافي (علي مزروعي) إلا أنه ظل معتزا بهويته التي لم يتنكر لها ولم يتنازل عنها مع كل التحديات
وقد فكر ابن نبي في الوضع المتدني الذي تعيشه أمته وراجع محاولات النهوض السابقة وتياراتها، فانتبه إلى عمق المشكلات التي تعانيها وإلى اي مدى تمتد جذورها ومكوناتها التاريخية والثقافية، فخصص جل كتاباته وتحليلاته للموضوع الذي شكل محور اهتماماته والمتمثل فيما سماه “المشكلات الحضرية“.
وسعيا نحو ذلك الهدف اتجه ابن نبي للقراءة المعمقة في تراث عدد من الفلاسفة والمفكرين الذين اهتموا ببحث ظاهرة الحضارة. فتأثر بأفكار ابن خلدون وخاصة نظرية الاجيال الثلاثة التي تشرح مراحل بزوغ الحضارة وأفولها، كما استفاد في هذا الإطار من حقائق العلوم الاجتماعية الحديثة ومناهجها وهو ما اوصله الى معادلته الشهيرة: انسان+ وقت+ تراب= حضارة
للاطلاع على المادة كاملة يرجى
التعليقات