من منطلق أعظمية القراءة في الدين، شكل بناء الفكر المتين جوهر العمل الإنساني منذ نزول الرسالة الخاتمة. ولما كان هذا الفكر متغيرا متذبذبا ما بين الرقي والانحطاط كان لابد من البحث عن تقويته وتزكيته لحظة الازدهار، وعن تنقيته وتجديده لحظة الانكسار.
ومن المعلوم أن عصرنا الحالي يعيش أقصى درجات الانكسار الفكري، وهذا ما يستدعي تجديده وبعثه من جديد حتى يرقى إلى مستوى عهد النبوة والخلفاء الراشدين. ومن منطلق الأمانة الدينية، لم يقف علماء الأمة ومفكروها مكتوفي الأيدي، بل تصدوا لحالة الاندراس، على اختلاف ميولاتهم وتخصصاتهم، فكتبوا بغزارة في الموضوع، وحاولوا التشخيص والعلاج برؤى ومناهج متعددة، وبجهود فردية وجماعية. ومن هؤلاء المفكر المغربي القدير “سعيد شبار” الذي جعل تجديد الفكري الإسلامي قطب الرحى في مشروعه، فكرس حياته وبدل وسعه بحثا عن حلول الأزمة وسبل تجاوز معضلاتها من خلال مؤلفات ومقالات وندوات …. ومن أجل كتبه التي تنتمي إلى مشروعه الكبير كتاب “الأسس المرجعية والمنهجية لتجديد الفكر الإسلامي”.
التعليقات