
إن اختيارنا لتحليل إشكالية الدين والسياسة والحوار في العلاقة المغربية الإسبانية، له منطلقان: الأول سياقي يتحدد في سعي المملكة المغربية ملتقى الثقافات والحضارات إلى تعزيز التعاون الدولي مع الدول في المجال السياسي والديني والثقافي والتشجيع على التبادل الثقافي والتعاون الأكاديمي خصوصا مع دولة جارة تتقاسم معها تحديات المجال المتوسطي والمحيطي بما يخدم مصالحهما الوطنية العليا ويزيلان به كل العوائق بالحكمة البالغة والثقافة المنفتحة على الاعتراف والتواصل العلمي والمعرفي.
والثاني اقتحامي الصعوبة مجالاته المعرفية والتاريخية والسياسية، المضمونية والمنهجية، فالعلاقة بين الدين والسياسة معقدة جدا استجلبت نظريات عدة في الدراسات السياسية والاجتماعية والثقافية ترى أقنعة الدين في السياسة والعكس وتحتاج إلى براديغم معرفي جديد في علم السياسة وعلم الاجتماع الديني لقراءة التاريخ الديني والسياسي قراءة نقدية تنغيي بناء عالمية الرحمة المتجاوزة للعولمة النفعية والتمركز الذاتي وأزمة القيم وأوهام الحداثة. كما أن العلاقة بين المغرب وإسبانيا بالمنظور الإبيستيمولوجي النقدي للعلوم المؤطرة لتجلياتها، هي أكثر تعقيدا في المشترك فيه المؤجل تفعيله، والمختلف فيه، الذي لازال التحاور الجدي فيه محتاجا لتدشين فعلي، ومنه انتظار المغاربة إلى حقوقهم المتعددة لدى جيرانهم الإسبان التي ينادي عصر ما بعد الحداثة والعولمة إلى ضرورة التفكير العلمي في إيجاد الحلول لها، دون تأجيل وإبقائها خاضعة لمكر التاريخ، الذي لن يتجاوز إلا بالحلول العلمية لجدلية الديني والسياسي في تشكيل العقل المغربي والإسباني.
التعليقات