“بيعة 14 غشت 1979، مظهر من مظاهر الارتباط بين المغرب وصحرائه”

تقديم:
سجل التاريخ بمداد الفخر الارتباط الوثيق بين العرش العلوي ومختلف ربوع ترابه، ولم يكن هذا الارتباط شفهيا بل دون بحروف من ذهب في وثائق تظل حجة صامدة أمام كيد الكائدين، وألاعيب الحاقدين، كانت ولا تزال حججا ودلائلا تقطع الشك باليقين، وتفند كل المزاعم والطروحات التي ترمي النيل من الوحدة الترابية للمملكة.
ولعل أهم هذه الذخائر النفيسة تلك الوثائق (رسائل سلطانية، ظهائر، بيعات…) التي تربط المغرب بصحرائه، وتنفي كل المزاعم التي يروج لها خصوم الوحدة الترابية، وتعتبر البيعة أهم دليل يستدل به المغرب على تشبثه بصحرائه، وتشبثها بمغربيتها.
في هذا المقال سنسلط الضوء على بيعة 14 غشت 1979، التي بموجبها بايع أعيان قبائل الصحراء المغربية، وخاصة إقليم وادي الذهب الملك الراحل الحسن الثاني، وعبروا فيها عن رغبتهم في الالتحاق بحظيرة الوطن وليس الانفصال عنه كما يدعي خصوم الوحدة الترابية.
ويضم المقال النقاط الثلاث التالية:
- التعريف بالبيعة كمفهوم وجذورها بالمغرب
- نماذج لوثائق تؤكد ارتباط قبائل الصحراء بالسلاطين المغاربة
- بيعة 14 غشت 1979
- البيعة: مفهومها، جذورها
هي: “تقليد أساسي لتحقيق شرعية الحكم، فالحاكم لا يصبح حاكما إلا إذا تمت مبايعته، بيعة صغرى وأخرى كبرى، حيث تتم الأولى من طرف أهل الحل والعقد، والثانية من قبل عامة الجمهور”[1] .
وقد عرفها ابن خلدون قائلا: “اعلم أن البيعة هي العهد على الطاعة، كأن المبايع يعاهد أميره على أنه سلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين، لا ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يكلفه به من الأمر على المنشط والمكره، وكانوا إذا بايعوا الأمير وعقدوا عهده جعلوا أيديهم في يده تأكيدا للعهد، فأشبه ذلك فعل البائع والمشتري، فسمي بيعة، هذا مدلولها في عرف اللغة ومعهود الشرع، وهو المراد في الحديث في بيعة النبي ليلة العقبة وعند الشجرة”[2].
وهي حسب راغب السرجاني: “العهد على الطاعة من الرعية للراعي ، وإنفاذ مهمات الراعي على أكمل وجه، وأهمها سياسة والدين والدنيا على مقتضى الشرع، وان البيعة في الاسلام لم تفرق بين الرجل والمرأة أو بين الصغير والكبير”.[3]
وبالنسبة لأصول البيعة في المغرب فهي حسب ابراهيم القادري بوتشيش: “ترجع معالم وأصول وينابيع البيعة المغربية الأولى إلى رسالة المولى ادريس الأكبر للمغاربة عندما حل بأرضهم في سبعينيات القرن الثاني الهجري/8م، ملتمسا منهم البيعة والنصرة.
هذه البيعة التي حدثت سنة 172هـ/220م تعد أول بيعة مغربية في سياق الشرعية الإسلامية السنية، على اعتبار أن ما سبقها من “بيعات” كانت تفتقر إلى الإجماع الوطني، وتخرج من دائرة البيعة المركزية إلى البيعة القاصرة الضيقة التي ولدت أصلا من رحم التشرذم السياسي والمذاهب المتصارعة من خوارج وشيعة وغيرها من التيارات الإيديولوجية التي وفدت من المشرق إلى المغرب“[4].
- نماذج لوثائق تؤكد ارتباط قبائل الصحراء بالسلاطين المغاربة
فالبيعة شكلت في تاريخ المغرب منذ الأدارسة ركيزة أساسية بني عليها نظام الحكم[5]، كما جسدت شرعية الخلافة. وما يهمنا في هذه المداخلة هو الوقوف على أهمية بيعة 14 غشت 1979، ودلالاتها التاريخية، لكن لا بأس قبل ذلك من استحضار مجموعة من المحطات التاريخية التي تجسد من خلالها الارتباط بين المغرب وصحرائه، هذا الارتباط ليس وليد اللحظة بل ضارب في أعماق التاريخ، ابتدأ منذ عهد الأدارسة الذين قاموا بتأسيس مدينة تمدولت بين أغمات والتخوم المشرفة على بلاد السودان، مرورا بعهد المرابطين الذين اتخذوا الصحراء منطلقا لدعوتهم و لتأسيس دولتهم.
تقوى هذا الارتباط أكثر في عهد السعديين، حيث أرسل المنصور السعدي القائد محمد بن سالم لتمهيد درعة والساقية الحمراء، وصولا إلى نهر السنيغال عبر الطريق الساحلية.
وفي عهد الدولة العلوية ازداد اهتمام المغرب بصحرائه، حيث أولى السلاطين العلويون (المولى اسماعيل، سيدي محمد بن عبد الله، المولى الحسن الأول، المولى عبد العزيز، المولى عبد الحفيظ…)[6] بالغ الأهمية لهذا القطر.
وتشهد وثائق (رسائل سلطانية، ظهائر، بيعات…) على هذا الارتباط الوثيق، من بينها تلك الظهائر والرسائل السلطانية الموجهة إلى أعيان وشيوخ القبائل الصحراوية، كالرسالة التي وجهها سيدي محمد بن عبد الرحمان إلى الشيخ الحبيب بن بيروك حول مسألة توجيه أسير اسباني قبض عليه الصحراويون إلى تارودانت أو إلى الصويرة، كما نصت نفس الرسالة على وجوب احترام السفن التي تتحطم على سواحل الصحراء وتوجيه ما يوجد بها إلى سلطات المخزن، حرصا على الأمن والتنظيم.
كما أن هناك وثيقة لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي رسالة ملكية يعود تاريخها لسنة 1883، تحمل خاتم المولى الحسن الأول والتي بموجبها يأذن هذا الأخير للطالب الحبيب بن بيروك بالوفود عليه للتبرك وإطلاعه على أحوال ساكنة الصحراء[7].
وارتباطا بالمولى الحسن الأول، لابد من الاشارة إلى حركته نحو الأقاليم الجنوبية سنة 1886 لإيقاف والتصدي للأطماع الاسبانية في المنطقة، هذه الحركة توجت بوفود أعيان القبائل الصحراوية إليه في منطقة واد نون في 13 ماي 1886 حيث جددوا له الطاعة وعبروا له عن رفضهم للتعامل مع التجار الأجانب والشركات الأجنبية وعن تمسكهم بهويتهم المغربية وبيعتهم للسلاطين المغاربة، وامتثلوا لأوامره فيما يخص حراسة سواحل الصحراء من رسو السفن الأجنبية[8]، وهو أمر يثبت بالملموس سيادة المغرب على صحرائه منذ عهود لم يكن فيها دخلا لا لاسبانيا ولا الجزائر ولا انفصاليي البوليزاريو في شؤون الصحراء.
ونسوق مثالا آخر وهو الظهير الشريف الصادر عن المولى عبد العزيز سنة 1900، والذي بمقتضاه تم تعيين محمد الأمير التكني قائدا على قبائل أولاد موسى ولعبيبات وأولاد علي[9].
كما أصدر المولى عبد الحفيظ هو الآخر ظهيرا شريفا حاملا لخاتمه، عين بموجبه السيد ابراهيم الخليل بمن الحبيب قائدا على آيت موسى وعلى ويكوت والركيبات وأولاد ادريس وأولاد تيدرارين سنة 1911[10].
هذا دون أن ننسى استحضار اللقاء التاريخي الذي جمع المغفور له محمد الخامس بأعيان القبائل الصحراوية في محاميد الغزلان وتقاطر أفواج من أعيانها عليه لتجديد البيعة وتقديم الولاء.
بعد استحضار هذه المحطات والنماذج التي تؤرخ للارتباط الوثيق بين المغرب وصحرائه، ننتقل إلى النقطة الأساسية للمداخلة، والمتعلقة ببيعة 14 غشت 1979.
- بيعة 14 غشت 1979
قبل الحديث عن هذه البيعة لا بد من استحضار سياقها التاريخي، وما سبق من أحداث خاصة اتفاق مدريد 14 نونبر 1975، الذي أسفر عن تقسيم الصحراء المغربية بين المغرب وموريطانيا وأنهى الاستعمار الاسباني بهذا القطر، حصل المغرب بموجبه على إقليم الساقية الحمراء، في حين حظيت موريطانيا بإقليم وادي الذهب.
لم ترض مقررات هذا الاتفاق طرفا حشر أنفه في قضية الصحراء، حيث خرج من هذا الملف خاوي الوفاض، ولأسباب معروفة أخذ يمارس شتى أنواع الضغوط وإثارة القلاقل، كما غير جذريا موقفه من طرف مؤيد لحق المغرب في استرجاع أراضيه، إلى موقف معاد ومعاكس وشجع للانفصال، وسخر كل جهوده المادية والعسكرية والديبلوماسية لاستمرارية مشكل الصحراء وقيام كيان وهمي على حساب الوحدة الترابية للمغرب.
أمام هذه الضغوطات المتوالية لهذا الطرف المعادي للوحدة الترابية للمغرب، وجدت موريطانيا نفسها مضطرة للتخلي عن إقليم وادي الذهب الذي حصلت عليه بموجب اتفاق مدريد، فتنازلت عليه لصالح الانفصاليين، إلا مان هذا الأمر لم يمر على المغرب مرور الكرام، بل عمل على استرجاع وادي الذهب، خاصة بعد تقاطر وفود من ممثلي هذا الاقليم على القصر الملكي العامر بالرباط لتقديم الولاء وتجديد البيعة لأمير المؤمنين، والاعلان عن التشبث بالعرش العلوي، ورغبتهم في التحاق إقليمهم بحظيرة الوطن، وكان ذلك في 14 غشت 1979.
وفيما يلي مقتطف[11] من نص بيعتهم : “…اجتمع شرفاؤنا وعلماؤنا وأعياننا ووجهاؤنا، رجالنا ونساؤنا، كبارنا وصغارنا، فاتفق رأينا الذي لا يتطرق إليه اختلال، واجتمعت كلمتنا التي لا تجتمع على ضلال، على أن نجدد لأمير المؤمنين، وحامي حمى الوطن والدين، سيدنا الحسن الثاني، حفظه الله بالسبع المثاني، البيعة التي بايع بنا آباؤنا وأجدادنا آباءه وأجداده الكرام … وأقررنا بحكمه والتزمنا طاعته ونصحه في كل وقت وآن، فنحن أنصاره وأعوانه، وعساكره وجنوده، نوالي من والى، ونعادي من عادى، أخذنا بذلك على أنفسنا العهود والمواثيق، راضين مختارين، واعين مستبصرين…”.
وقد أجابهم الراحل الحسن الثاني بما يلي: “رعايانا الأوفياء سكان إقليم وادي الذهب، إننا قد تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة، منذ اليوم بيعتنا في أعناقكم، ومنذ اليوم من واجبنا الدود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما في إسعادكم، فمرحبا بكم يا أبنائي في حظيرة وطنكم…”[12].
أسفرت مبايعة على قبائل وادي الذهب للراحل الحسن الثاني على استعادة المغرب لإقليم وادي الذهب بعد تخلي موريطانيا عليها، وتجرأ شرذمة البوليساريو للدخول إليها، الأمر الذي دفع القوات المسلحة الملكية للدخول إليها، وطرد العناصر الانفصالية.
شكلت هذه الخطوة لأعيان إقليم وادي الذهب مكسبا ونصرا عظيما على خصوم الوحدة الترابية الذين مارسوا ألوانا من الضغوطات وحاكوا آلاف الخطط الرامية إلى فصل وادي الذهب عن التراب المغربي، وقد توج الراحل الملك الحسن الثاني هذا النصر بخطوة لا تقل أهمية عما سبقها من أحداث، حيث قام بزيارة ملكية رسمية لمدينة الداخلة حاضرة وادي الذهب يوم 4 مارس 1980[13]، وترأس هناك مراسيم تجديد البيعة والولاء من طرف ممثلي سكان المملكة، وأعاد الكرة في شهر مارس 1985، حيث قام بزيارة ثانية للأقاليم الصحراوية.
خاتمة:
هكذا تم استرجاع إقليم وادي الذهب إلى حظيرة الوطن بعد إبداء ممثليه لرغبة جامحة في ذلك، عبروا عنها ببيعة 14 غشت 1979، التي تعتبر وثيقة أساسية وكافية لإخراس الأفواه التي تدعي أن هناك شعبا مستعمرا في الصحراء، وفي حاجة لاستقلال أو ما شابه.
الهوامش: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]– كريمي ماجدة، “الحكم الذاتي بأقاليمنا الصحراوية، المرتكزات التاريخية”، مطبعة فاس بريس 2010، ص 12.
[2]– ابن خلدون،”المقدمة”،ص209.
[3]– السرجاني راغب ، “البيعة في الإسلام”، موقع قصة الإسلام الإلكتروني، ماي 2010.
[4] – ابراهيم القادري بوتشيش، “قراءة في أصول البيعة بالمغرب: مرتكزاتها، وظائفها ودلالاتها”، مجلة عصور الجديدة- المجلد 7 – عدد 26 شتاء – 2017 -2016م، ص. 9.
[5] – بنجلون محمد، “نظرات في المقاومة المغربية بالأقاليم الصحراوية”، ضمن ندوة مقاومة إقليم وادي الذهب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة، 1-2 -3 نونبر 1996، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ص ص. 45-51، ص. 51.
[6] – بوسريمة المصطفى، “جهود المخزن والقبائل الصحراوية لمقاومة الاستعمارين الفرنسي والاسباني”، ضمن ندوة مقاومة إقليم وادي الذهب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة، 1-2 -3 نونبر 1996، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ص ص. 141-148، ص. 142.
[7] – بنجلون محمد، “نظرات في المقاومة المغربية بالأقاليم الصحراوية”، ضمن ندوة مقاومة إقليم وادي الذهب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة، 1-2 -3 نونبر 1996، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ص ص. 45-51، ص. 46.
[8] – بلحداد نور الدين، “مقاومة قبائل الصحراء للتسرب الاسباني في سواحل وادي الذهب 1884-1900″، ضمن ندوة مقاومة إقليم وادي الذهب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة، 1-2 -3 نونبر 1996، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ص ص. 53-64. ص. 63.
[9] – بنجلون محمد، “نظرات في المقاومة المغربية بالأقاليم الصحراوية”، ضمن ندوة مقاومة إقليم وادي الذهب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة، 1-2 -3 نونبر 1996، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ص ص. 45-51، ص. 46.
[10] – بنجلون محمد، “نظرات في المقاومة المغربية بالأقاليم الصحراوية”، ضمن ندوة مقاومة إقليم وادي الذهب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة، 1-2 -3 نونبر 1996، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ص ص. 45-51، ص. 46.
([11]) مجلة انبعاث أمة، الجزء 24، ص. 278.
[12] – مجلة انبعاث أمة، الجزء 24، ص. 278 ـ 279.
[13] – بنجلون محمد، “نظرات في المقاومة المغربية بالأقاليم الصحراوية”، ضمن ندوة مقاومة إقليم وادي الذهب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة، 1-2 -3 نونبر 1996، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ص ص. 45-51، ص. 51.
البيبليوغرافيا المعتمدة:
- ابراهيم القادري بوتشيش، “قراءة في أصول البيعة بالمغرب: مرتكزاتها، وظائفها ودلالاتها”، مجلة عصور الجديدة- المجلد 7 – عدد 26 شتاء 2017 -2016
- ابن خلدون،”المقدمة”،ص209.
- بلحداد نور الدين، “مقاومة قبائل الصحراء للتسرب الاسباني في سواحل وادي الذهب 1884-1900″، ضمن ندوة مقاومة إقليم وادي الذهب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة، 1-2 -3 نونبر 1996، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ص ص. 53-64.
- بنجلون محمد، “نظرات في المقاومة المغربية بالأقاليم الصحراوية”، ضمن ندوة مقاومة إقليم وادي الذهب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة، 1-2 -3 نونبر 1996، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ص ص. 45-51
- بوسريمة المصطفى، “جهود المخزن والقبائل الصحراوية لمقاومة الاستعمارين الفرنسي والاسباني”، ضمن ندوة مقاومة إقليم وادي الذهب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة، 1-2 -3 نونبر 1996، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ص ص. 141-148.
- السرجاني راغب ، “البيعة في الإسلام”، موقع قصة الإسلام الإلكتروني، ماي 2010.
- كريمي ماجدة، “الحكم الذاتي بأقاليمنا الصحراوية، المرتكزات التاريخية”، مطبعة فاس بريس 2010
- مجلة انبعاث أمة، الجزء 24
التعليقات