قراءة في كتاب: “مدخل تأسيسي في الفكر المقاصدي” للدكتور عبد الرحمن العضراوي
مقدمة:
يشهد واقعنا الثقافي والاجتماعي في الآونة الأخيرة أزمة منهجية في العلوم والمعارف، تبرز “حاجة العالم المعاصر إلى فلسفة تجديدية تخرجه من بؤس المادية ولا معنى الحداثة وأزمات العولمة، إلى تنظير علمي عقلاني يحضره نظام القيم الأخلاقية الكلية، نظام قيمي خاضع للتركيب والدمج بين الروح والعقل والحرية، ومتميز بتكامل المعارف والعلوم، ونبذ التجزيئية المضيقة للواسع (المعرفي)”
أزمة منهجية حمل المؤلف على عاتقه همها على المستوى الفكري والمعرفي، وعمل على التصدي لها في معظم كتاباته، بمنهج علمي رصين وحفر معرفي دقيق، بالنظر والبحث في كتب التراث الإسلامي والغربي منفتحا على مستجدات العصر، ليجمع أركانها في هذا المؤلف، في محاولة جادة منه لتأسيس مدخل علمي في الفكر المقاصدي؛ يروم من خلاله بناء جهاز معرفي تكاملي بقواعد منضبطة يتداخل في تركيبه فقه النص الشرعي وفقه الإنسان والكون ويتكامل، لبلوغ الغايات المصلحية التي جاء الوحي لتحقيقها لاستخلاف الإنسان في الأرض)، والعيش بالتي هي أقوم في الحياة، ذلك ما عبّر عنه المؤلف في مقدمة كتابه بقوله: “ولذا تتناول هذه الدراسة بمنهج علمي مقصده الأساس إبراز تفاعلية الوحي مع العقل، بقاعدة أن العقل ليس بشارع وأن الوحي مدخله البياني والاستنطاقي الفاعلية العقلية، التي يدعو إليها الأمر الكوني والقدري بالتدبر والنظر في النص الشرعي والإنسان والكون”
التعليقات