من أجل براديغم تواصلي تكاملي في العلاقة الأنطولوجية والأخلاقية بين الأنا والآخر

الملخص

تعتبر العلاقة مع الآخر من بين أهم المباحث الفلسفية المتشعبة والمعقدة في العصر الحديث، والتي تجسدها الصورة العامة لمجتمعاتنا الراهنة، حيث تصل إلى الأنانية المفرطة أو الإيثار المفرط، فمن الفلاسفة من يرى أنها علاقة اتصال مبنية على الصداقة والود، ومنهم من يرى أنها علاقة انفصال، قائمة على العنف والصراع والتشيؤ، ومنهم من جمع بين الرأيين واعتبرها علاقة مشابهة لعلاقة القنافذ بعضها ببعض -أما صيفا فلا علاقة تجمع بينها كما يرى آرثر شوبنهاور- وفي فصل الشتاء تقترب ببعضها حتى لا تشعر بالبرد، وتحافظ على مسافة أمان في الآن نفسه حتى لا تتأذى بأشواك بعضها.
والمتمعن في كل المواقف الفلسفية الحديثة يجد أنها تختلف في المنطلق وتصب في حوض واحد، فمنهم من انطلق مما هو كائن في أرض الواقع كفريديريك هيجل الذي اتخذ من مفهوم الصراع الجدلي أساسا لعلاقة الأنا بالآخر، فاحتل بذلك مكانة متميزة في فكره، إذ هو أساس الوعي والوجود والتاريخ، والمقصود من هذا أن الصراع الجدلي هو السبيل الوحيد لتحقيق الوعي والوجود الحقيقي للذات. ولا يتأتى هذا الوجود إلا عبر الصراع مع الآخر، ومنهم من انطلق مما يجب أن يكون كإيمانويل كانط ومارتن هيدغر، حيث يميل الأخير مثلا إلى أن علاقة الأنا بالغير علاقة اشتراك بين الذوات تتجاوز مستوى التحاور الأنطولوجي إلى مستوى الالتقاء والاشتراك في بناء التجربة الوجودية الإنسانية الحيوية المشتركة. إلا أن المتفق عليه في فكرنا الإسلامي الحديث هو أن هذه العلاقة يجب أن تنطلق مما هو معرفي أنطولوجي تأسس على تنافر تقليدي بين الأنا والآخر، إلى ما هو قيمي أخلاقي لبلوغ براديغم تواصلي، تكاملي وتفاعلي بين الاثنين، تأسيسا لرؤية فلسفية واقعية أكثر جدة لفهم طبيعة الوجود وتفسير العلاقات الأنطولوجية والأخلاقية التي تحكم الموجودات وتنظم العلاقات الدولية.
وقد تناول عديد المفكرين هذه الإشكالية بالبحث والدراسة منهم الأستاذ الدكتور محمد الناصري في كتابه الموسوم بـ “العلاقة مع الآخر في ضوء الأخلاق القرآنية”، وكذا ما قدمه

لقراءة المقال كاملا المرجو الضغط هنا