فكر النهضة وسؤال العمل: من مسالك الاجتهاد الفقهي إلى أفق التجديد الديني
الملخّص
تبحث هذه الورقة البحثية في الأسباب الموضوعية لتراجع فكر النهضة في المجالين الشرعي والاجتماعي، وتنطلق من تشابك المجالين المذكورين داخل بينة الاجتماع العربي الإسلامي متخذة من سؤال العمل محور اشتغالها في تقويم المنجز منه مع استشراف آفاقه وأبعاده المستقبلية.
وإذا كان سؤال النهضة في ارتباطه بتجديد العلوم الشرعية- من حيث أن التجديد سنة لا تحويل عنها ولا تبديل، ومطلب حضاري وضرورة إنسانية في ظل السياق الكوني الفلسفي المعاصرة- هو سؤال يتحرك في فضاء حركية النص الشرعي وسياقات التاريخ وبنية الاجتماع والعمران فإنه يظل سؤالا متجددا يكتسح مساحات جديدة في الفكر والعمل.
ويعد التجديد الديني من أمهات المسائل وكبريات القضايا التي تنبني على النص المؤسس والتي لاتنفك تتشابك مع المنهج والمعرفة، ولها امتداد في التاريخ وبنية العقل المسلم والمحركة لتطور البناءات الثقافية والاجتماعية للمجتمعات المسلمة وما يشع بعد ذلك على الإنسانية بحكم عالمية الدين وخاتميته، فهو مدخل رئيس في فهم طبيعة هذا الدين التجديد الديني سنة ماضية حاكمة ومطلب حضاري وضرورة إنسانية في ظل السياق الكوني الفلسفي المعاصر، إنه حركة واعية وفعالية للترشيد والتصحيح والتطوير والبناء، فهو ليس مجرد آلية تبحث عن أحكام فقهية تواكب تطورات العصر وتسعى إلى تعقل الواقع تعقلا جزئيا تقنيا تغيب معها فلسفة الدين وطبيعة حركته في الوجود الإنساني بل هو رؤية ومنهاج ومنظور حضاري ومنظومة كلية من المفاهيم، إنه تعبير عن مشروعية ثقافية وتاريخية تمخضت عن الحاجة إلى استعادة الدور الحضاري والشهودي للدين، والإجابة عن تساؤلات الهوية والذات وقضايا الوجود وهواجس المستقبل.
ولا يخفى أن كثيرا ممن أسهم في الجواب عن سؤال النهضة من مدخل العلوم الشرعية قد حصل لديه تضخم في مسالك النظر الاجتهادي الفقهي الفردي، وضمور في سؤال فقه العمل، وضعف في تحريك إمكانات الفعل الحضاري الجماعي الناهض بواقع الأمة، وإهمال أدوات التأثير في بنية الاجتماع العربي الإسلامي المعاصر؛ فارتفعت المديونية الحضارية لأفكار أخطأت مواقع إصابة الجواب الحق، ذلك أن سؤال النهضة لا ينفصل عن سؤال تجديد الدين، وهذا الأخير لا يتحقق فيه التجديد الحق إلا بتجديد العمل والفعل مما يفرض تأسيس وعي مفهومي تاريخي جديد، ونموذج معرفي يدرك خصوصيات الواقع المعاصر وسياقات العولمة والحداثة وليس مجرد ارتداد استرجاعي ماضوي يلغي المدرك الجماعي للمتغيرات الثقافية والاجتماعية.
لقراءة البحث كاملاً المرجو الضغط هنا
التعليقات