دراسات

مفهوم الجهاد بين إشكالات التوصيف وآفات التوظيف

الملخص:

أجد من الضروري في بداية هذه الدراسة، أن أؤكد أمرا هاما قبل تقرير أي شيء آخر. أمر له دوره في الكشف عن الكثير من الشبهات وإزالة العديد من الالتباسات، وإعادة النظر في جملة من القناعات، وهو بكل ذلك حاكم على نتائج ومخرجات هذا البحث.

ذلك الأمر مفاده أن المنطلق الأساس في بناء الفكر الإسلامي، وإعادة قراءته ومراجعته وتقويمه..هو القرآن الكريم وما صح من سيرة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وأن ما دون ذلك من اجتهادات وآراء وقراءات..في أي سياق جاءت ومن أي طرف صدرت فهي تعتبر جهودا مقدرة لها دورها وموقعها وقوتها..لكنها تبقى قابلة للنظر وإعادة النظر ولا تكتسي طابع القداسة والإطلاقية التي يكتسيها النص الشرعي، وهذا يعتبر في تقديري أمرا أساسا إذا تم استيعابه بالشكل المطلوب، فإنه سيحل الكثير من الإشكالات التي علقت بفكرنا الإسلامي عبر العصور، وسيساهم في تقريب وجهات النظر المتباعدة بل والمتطاحنة أحيانا، لأن الكثير من القناعات الخاطئة والتي تعتبر أصلا للعديد من الممارسات المنحرفة نجدها نبعت وتأصلت من هذا الاختلال (عدم التمييز بين قداسة النص الشرعي وعصمته و بين  قابلية بعض قراءه والمجتهدين في فهمه للخطأ) لذلك أصبح ما أقره المجتهد في كثير من الأحيان يؤخذ على أنه هو الصواب المطلق؛ وأصبح أعز ما يطلب عند كثير من الأشخاص، حتى ولو خالف مبادئ النص الشرعي عند التمحيص والتدقيق، وهنا تضل الكثير من الأفهام وتزل  العديد من الأقدام، كما هو حاصل اليوم في التعامل مع الكثير من القضايا ومنها قضية الجهاد والله المستعان.

إن مفهوم الجهاد يعتبر من المفاهيم الأساسية والمركزية في ثقافتنا الشرعية والإسلامية عموما، وقد بات يعرف تداولا واسعا على مستويات عدة، سواء الإعلامي منها أو الثقافي والفكري أو حتى حضورا في النقاش المجتمعي العام، لكن ما يأسف له هو أن هذا التداول يجري دون التحقق بالمعاني الشرعية الأصيلة لهذا المفهوم. لذلك ارتأيت في هاته الدراسة أن أقارب مفهوم الجهاد و أسلط عليه الضوء بمناهج ثلاث: منهج التأصيل ومنهج التحليل ومنهج التعليلبالتأصيل عن طريق العودة به إلى أصوله المرجعية المأطرة لمعانيه و والمؤسسة لامتداداته، وبالتحليل عن طريق تشريحه وبيان معانيه و مناقشتها مناقشة علمية وفكرية رصينة وهادئة، وبالتعليل بعد ذلك عن طريق التدليل وبيان متى ينبغي حضوره وبأي شكل وبناء على أي ضوابط؟

وكل ذلك من خلال بيان الفرق بين أصالته وموقعه في الشرع، و بين تداوله التاريخي.

 

لتنزيل الدراسة كاملة المرجو الضغط هنا

 

 

التعليقات

اظهر المزيد

د. عطية يوسف

باحث مغربي، حاصل على الدكتوراه في الحوار الديني والحضاري، بجامعة السلطان مولاي سليمان كلية الآداب والعلوم الإنسانية- بني ملال، 2016. وماجستير في الفكر الإسلامي - تخصص الحوار الديني والثقافي في الحضارة الإسلامية، بجامعة السلطان مولاي سليمان- كلية الآداب والعلوم الإنسانية - بني ملال، 2009. وهو أيضا باحث بمركز دراسات المعرفة والحضارة، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- بني ملال. شارك في العديد من الندوات العلمية الوطنية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *