الدكتور محمد حواش يكتب: وثائق المطالبة بالاستقلال المنسية
وثائق المطالبة بالاستقلال المنسية
(1940 ـ 1944)
الملخص
شكلت أجواء الحرب العالمية الثانية بيئة مناسبة لبلورة وإنضاج مواقف سياسية متطورة في مسار الحركة الوطنية المغربية. فقد شهدت هذه الفترة المتميزة، بفعل المتغيرات النوعية التي طرأت على الساحتين الوطنية والإقليمية، انقلابا لافتا للانتباه في إستراتيجية التحرير الوطني؛ حيث انتقلت من مطلب الإصلاحات كمدخل للاستقلال إلى مطلب الاستقلال كمدخل للإصلاحات. ومما لا شك فيه أن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير من سنة 1944 قد شكل الترجمة العملية الأبرز لهذا التحول النوعي في إستراتيجية التحرير الوطني. ولهذا الاعتبار اعتمدت هذه الوثيقة، عبر التاريخ الذي قدمت فيه، ذكرى وطنية يحتفي بها سنويا في مجموع التراب المغربي.
لكن، إذا كان الإجماع الوطني حول مركزية هذه الوثيقة لا يشكل مجالا للاختلاف أو المعارضة، فيلاحظ أن وثائق مماثلة قد أهملت وطواها النسيان، وساد من جراء ذلك انطباع مفاده أن حزب الاستقلال هو وحده من تصدر لفكرة المطالبة بالاستقلال دون غيره من الفعاليات الحزبية الأخرى، بينما يؤكد الواقع التاريخي أن عددا من الأحزاب الوطنية قد شاركته هذه المبادرة في كلتا المنطقتين السلطانية والخليفية.
لهذا السبب، سينصب اهتمامنا في هذه الورقة على التعريف بما علم لدينا من هذه الوثائق التي وصفناها بالمنسية، ثم الاجتهاد في معرفة الحيثيات والأسباب التي أدت إلى اعتماد وثيقة 11 يناير لسنة 1944 دون غيرها من الوثائق الأخرى.
التعليقات