دراسات

التربية الأخلاقية وإسهامها في رفع التحديات البيئية الراهنة

الملخّص

إن التأمل في موضوع البيئة وقضاياها ومشكلاتها، يعد ضرورة شرعية وواجبا إنسانيا وحضاريا لصونها من معاناتها المتعددة الجوانب والأخطار المحدقة بها. إذ إنه رغم  تنامي الاهتمام الفكري والتشريعي سعيا للحفاظ عليها، فإن الاستغلال البشع للموارد الطبيعية، رغبة في الوصول إلى أقصى درجات الإشباع والرفاهية، قد أسس لنمط وثقافة استهلاكية مدمرة  وغير مستديمة وهو الأمر الذي يفرض حتما ضرورة مراجعة الوعي العالمي المشترك في سبيل إنقاذ الطبيعة من براثين مخلفات الفساد الإنساني، ضمانا لحق اللاحق من الأجيال.

ولا شك أن السياق العالمي اليوم على وعي نظري بالأزمة البيئية، ويسعى لإيجاد حلول عملية لتجاوزها، لكون المسألة مسؤولية مشتركة للإنسانية جمعاء، ومن هذا المنطلق تظهر أهمية البعد الأخلاقي للإسهام في عملية الإصلاح هذه للحفاظ على البيئة ومستقبلها، إذ لابد من وجود نظام قيمي أخلاقي يصحح الخلل، ويقوم التجربة العلمية الإنسانية في هذا المجال. نظام أخلاقي، يشمل ويعم الإنسانية كافة، التي تجمعها وحدة الخلق ووحدة المصير، في علاقتها مع الطبيعة. وهذه العودة تقتضي تربية أخلاقية وفق مبادئ وضوابط، تحمل الرحمة والعدل والصلاح في الأرض، وتبني الإنسان المتخلق على أساس قيم الإرادة والمسؤولية والإلزام من أجل الحفاظ على المشترك البيئي. ويروم ذلك إلى تشكيل وعي حضاري عالمي جديد، مؤسس لإنسان فريد، وبان لحضارة إنسانية راشدة.

إن حديثنا عن التربية الأخلاقية في علاقتها بالبيئة، يعد من أهم المباحث التي تستحق الدراسة والتحليل بغية بيان أهمية الموضوع وأبعاده الممكنة وحاجة العالم الماسة إليه، لاسيما في وقتنا الراهن الذي أضحت فيه التحديات البيئية مشكلا مطروحا بحدة. تحقيقا لذلك، يطمح هذا البحث إلى توضيح النظر في أثر التربية الأخلاقية في حفظ السلامة البيئية، من خلال السعي إلى الإجابة عن سؤالين مركزيين : لماذا الأخلاق؟ ولماذا التربية الأخلاقية؟  كأساس ومنطلق للحفاظ على المشترك البيئي. وأملا في بلوغ ذلك المرام، سنقارب الموضوع من خلال أربعة محاور أساسية:

المحور الأول: ماهية التربية الأخلاقية.

والمحور الثاني: تغييب العقل الأخلاقي والتهديد البيئي

والمحور الثالث: المشتركان الإنسانيان؛ الأخلاق والبيئة

والمحور الرابع: التربية الأخلاقية والسلامة البيئية.

المحور الأول: ماهية التربية الأخلاقية

لتحميل البحث كاملاً المرجو الضغط هنا

التعليقات

اظهر المزيد

يامنة اداحيا

طالبة باحثة بسلك الدكتوراه، مختبر الحوار والمقاصد والدراسات، تكوين الحوار الديني والثقافي في الحضارة الإسلامية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال. حاصلة على شهادة الماستر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، تخصص الحوار الديني والحضاري وقضايا التجديد في الثقافة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *