دراسات

التراث وآليات التأويل المنهجي في الفكر العربي المعاصر

الملخص

لقراءة الدراسة كاملة المرجو الضغط هنا

خلال النهضة العربية في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حاول المثقَّفون العرب في المشرق إحياء التراث الفكري والثقافي العربي، وذلك لإيجادِ هويّة عربية مشتركة، تمكِّن من إقامة أُمّة عربية موحَّدة مستقلَّة عن الإمبراطورية العثمانية.

كما سعى أعلام النهضة العربية في القرن التاسع عشر، خاصة  الذين كانوا يرومون إقامة أمّة عربية موحّدة مستقلة، إلى إحياء التراث العربي،  وذلك يعود لأن الأمة العربية أُمّة واحدة ذات هويّة متميّزة عن غيرها من الأمم، بتاريخها الواحد، ولغتها الواحدة، وتراثها الشعبي المتميِّز وثقافتها المشتركة، ولهذا اقتصرت حركة إحياء التراث في بدايتها على تحقيق المخطوطات التراثية التي تتناول اللغة والأدب والتاريخ والفقه والتفسير والحديث، وكانت تلك المخطوطات قد كُتبت في عصور مختلفة من مسيرة الأمة العربية: عصور الازدهار وعصور الانحطاط، حيث كانت تحمل كماً هائلاً من المعارف المختلفة والمنهجيات المتباينة ، منها ما يدعو إلى الوحدة ومنها ما يبّث التفرقة الطائفية والمذهبية، منها ما يدعو إلى نقد الأوضاع الاجتماعية ومقاومة الظلم، ومنها ما يفرض الطاعة للسلطان الغاشم بوصفه ظلّ الله في الأرض.

ولهذا أخذ مفهوم التراث ، لدى بعضهم ، يقتصر على المخطوطات التي تتناول علوم العربية والإسلام، وساد شعور لديهم بأن إحياء التراث، يعني تحقيق المخطوطات البالية ونشرها، وأن التراث يقتصر على ما هو قديم وسلبي من العلوم الإنسانية، ونسِي أهم مظاهر الحضارة العربية إبان ازدهارها مثل حرية الفكر وحرية الحوار وحرية الانتقال، انتقال الأفكار والأفراد ، والاعتماد على العقل والتجربة وطلب المعرفة حيث كانت؛ وتكمُن قيمة هذا التراث في محاولتنا لتحقيق التنمية والتطور ، مما أدى إلى  معارك فكرية بين أولئك الذين يقدِّسون التراث فقالوا : لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوّلها ، وبين أولئك الذين أضحى التراث، في نظرهم، مسؤولاً عن هزائم الأمة وانكساراتها ، ورأوا ضرورة التخلُّص من كل ما هو قديم والأخذ بالجديد من أجل اللحاق بالغرب المتطوِّر، وأُطلق على هذه المعارك الفكرية اسم القديم والجديد وما يتعلَّق بها من مقارنات بين الشرق والغرب أو الإسلام والغرب.

التعليقات

اظهر المزيد

دة. رحاب علي صبرا

باحثة لبنانية، تعمل حالياً بروفيسور فا بقسم الفلسفة بالجامعة اللبنانية، فرع صيدا لبنان، شاركت في عدد من المؤتمرات والندوات، ولها أعمال منشورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *