الأنا والآخر بين الحوار الديني والتدافع الحضاري
الملخص:
إن من البديهيات التي لا جدال فيها، أن الإنسان يعتبر كائنا اجتماعيا، فهذه البديهية تدخل في أصل حضور الإنسان إلى العالم، وهو بهذه المثابة يستحيل عليه أن يحقق الغاية من مخلوقيته إلا ضمن الوجود الاجتماعي. هذا الأخير الذي اقتضى تعرف الذات الإنسانية على الآخر الذي يشاطرها الحياة والوجود. ذلك أن الذات لا تتكامل إلا بوجوده الذي يمثل الشريك الطبيعي في بناء الحضارة الإنسانية. ومن هنا كان كل وجود غير “الأنا” هو “آخر” بالنسبة لها، وبالتالي فعلاقة التغاير هي علاقة بين الأنا والآخر ابتداء.”
إلا أن هذا التغاير وهذا الاختلاف الذي يصل إلى حد الصراع وإن اقتضته سنة التدافع، جعل من الواقع العالمي يموج بالأحداث المتزايدة بالعنف والإرهاب. مما استدعى حالة استنفار للجهود من أجل إيجاد أرضية مشتركة للحوار بين الحضارات والأديان المختلفة، في الوقت الذي تتطلب المصلحة المشتركة بين الطرفين الحفاظ على السلم والأمن العالميين.
فالحوار الهادف والقائم على الحجج والإقناع هو أحد المظاهر الراقية للتعارف ومد جسور التواصل بين الأنا والآخر، خاصة وأن العلاقة بينهما ليست وليدة اليوم بل تعود بجذورها إلى قرون طويلة، تخللها صور عديدة من التدافع من بينها الصدام.
لذا ارتأيت الكتابة في موضوع “الأنا والآخر بين الحوار الديني والتدافع الحضاري”، ضمن خطة بحث اشتملت على مقدمة ومبحثين وخاتمة؛ على النحو التالي:
المبحث الأول: أهمية الحوار الديني في سنة التدافع الحضاري
المبحث الثاني: أسس إنجاح الحوار الديني، ومقاصده في ضل سنة التدافع.
التعليقات