حوارات

الفلسفة بين النقد المعرفي والايديولوجي حوار مع أ.د. يوسف بن عدي

لقراءة الحوار كاملاً المرجو الضغط هنا

حاوره. د. عبد الله أخواض

بين يدي الحوار

ظلت الفلسفة رهاناً معرفياً، وخياراً منهجياً في الدرس المعرفي المعاصر، وماتزال مقارنة مع الحقول الأخرى بما تمتلك من مهارات نقدية، وشبكة من المفاهيم، وغنى حقلها الدلالي والقيمي، وما توفره من إمكانات الاستقلال العقلي عن الانماط الفكرية الحَدِّية، بما يفيد أن الفلسفة عملية فكرية مبدعة قادرة على رفع كل الحجب التي تمنع العقل من التفكير الخَلاَّق والمبدع، وتعيد الاعتبار لثقافة التسامح والمشترك الانساني، بما هي إرث انساني مشترك لا يجوز احتكاره لجهة دون أخرى.

إرث أتاح للعقل الإنساني القدرة على الامتداد خارج أسطورة إطار الجغرافية الضيقة، من الفلسفة اليونانية التي أغنت المعرفة الإنسانية بمباحث ما تزال قائمة الذات، مروراً بالفلسفة العربية الإسلامية وما أنتجته من نصوص نقدية، وشكوك معرفية منهجية حول الفلسفة اليونانية والفكر الإنساني بشكل عام، حمته من تزيف الوعي الجماعي الإنساني، مرحلة شهدت على النبوغ العربي الإسلامي، وانفتاحه المسدد على الخبرات المتعددة،  الى الفلسفة الغربية المعاصرة، التي لا يشك أحد اليوم مساهمتها في بلورة الرؤى والأفكار والتصورات، التي نقلت العقل الغربي والإنساني من مرحلة التفكير الضيق الى رحابة التفكير الراشد بتعبير إيمانويل كانط وإلى سؤال الأنوار.

محطات ثلاثة كان لها إشعاعها النقدي والمنهجي، في التأسيس لتقاليد معرفية أفرزت نماذج إرشادية في قراءة تراثاتها وأنماط عيشها وتفكيرها، واستشراف مستقبلها، وتحديد اختياراتها. لكن الوضع اليوم تبدل خصوصا مع الفلسفة العربية ــ ومعها باقي فروع المعرفة ـــ التي أصبحت  في نظر البعض ممن يشتغل بها نسخة مشوهة عن الفلسفة العربية القديمة، وعن النسخة الفلسفية المعاصرة،ـ يشهد على هذا الوضع مقررات المدرسة المغربية بشكل خاص ـــ فقدت معها عناصر تميزها وقرارها المعرفي والمنهجي المستقل، مع عجزها على بلورة أفكار جديدة وفق سياقاتها ومحدداتها التداولية، تخرج الإنسان والمجتمع من ظلمات التقليد والتكرار، إلى مرحلة التشكل الجديد، والمساهمة في النهضة العربية الجديدة، التي تتوق اليها الشعوب، في ظل الأسئلة المرتبطة بالحرية والعدالة الاجتماعية، وتنمية المواهب القادرة على رفع التحدي، كل هذا في تقاطعات مع الحقول المعرفية الأخرى، الحقل الديني والتاريخي و الكلامي، والثقافي العام، وغيرها من المرجعيات الفكرية التي ينتظر منها المساهمة في بناء الرؤى وترشيد المسار العام للمجتمع العربي.

هي قضايا يفرضها الواقع وإرجاعاته المعقدة والمتكررة، وطبيعة التحديات التي تخالطنا، ولتنوير الرأي العلمي والمتابعين للشأن الثقافي، يسعدنا في مركز دراسات المعرفة والحضارة أن نحاور باحثا استطاع أن يساهم في إغناء الدرس المعرفي العربي المعاصر، بنصوص فلسفية نقدية لسرديات النهضة العربية، واستراتيجيات الاصلاح، وذات  منحى تأريخي لمسار تشكل الوعي العربي المعاصر في علاقته بالمدارس الفلسفية الغربية، وبالسياق العربي وأسئلته الكبرى وأهم مقولاته، الأمر يتعلق بفضيلة الدكتور يوسف بن عدي، والباحث حاصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ المنطق والفلسفة الاسلامية العربية من جامعة ابن طفيل أستاذ التعليم العالي بقسم الفلسفة جامعة محمد الخامس بالرباط، له مجموعة من الدراسات الفلسفية والأبحاث المنشورة، تعبر عن اختيارات منهجية ونسق معرفي  نذكر منها: كتاب “أسئلة التنوير والعقلانية في الفكر العربي المعاصر“(2009)، “قراءات في التجارب الفكرية العربية: رهانات وآفاق“(2011)،”إشكاليات المنهج في الفكر العربي المعاصر“(2011)  ” مشروع الإبداع الفلسفي العربي: قراءة في أعمال طه عبد الرحمن“(2012)” محمد عزيز الحبابي وتأسيس الفلسفة الشخصانية الواقعية”  (2016)، كتاب “العبارة لأرسطو في شروح الفلاسفة المسلمين“(2017)، ” مدخل الى فلسفة ابن رشد: آفاق الدراسات الرشدية العربية المعاصرة“(2019) و” أطروحات الفكر العربي المعاصر في مناهج تحليل التراث” (2020).

بداية نرحب بكم فضيلة الدكتور يوسف في هذا الحوار الفلسفي على موقع مركز دراسات المعرفة والحضارة، الذي نأمل أن يكون حلقة وصل بين الباحثين ومثنا مرجعيا في مقاربة القضايا والاشكالات.

التعليقات

اظهر المزيد

د. عبد الله أخواض

باحث مغربي، يعمل أستاذا في وزارة التربية الوطنية، حصل على الدكتوراه في الفكر الإسلامي جامعة السلطان مولاي سليمان كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال، متخصص في الفكر العربي المعاصر، له مقالات في دوريات عربية ووطنية، شارك في مؤتمرات دولية ووطنية، وهو عضور بمركز دراسات المعرفة والحضارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *